قال المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ” أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ، أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا “.
خلق الله السماوات والأرض وقدر فيها أقواتها فجعل لكل مخلوق رزقا وأجلا مسمى ثم أنزل الكتب وأرسل الرسل لإقامة سنة التشريع المحافظة على الفطرة السليمة من تأدية كلية الواجب الوجودي وتحصيل الحق الديني والدنيوي ، فكان من أعظم ما وصى به رحمة الله في العالمين صلى الله عليه وٱله وسلم رعاية المستضعفين من الفقراء والمساكين والشيوخ والعاجزين والأرامل و الايتام والمنقطعين فبوب لكل سبل إعمار ساحتهم حتى حرج حقهم دون غيرهم حراسة لحماهم وتفضيلا لأجر من أعانهم على أجور سواهم.
وإن من الفئة التي كان لها صرح استثنائي حفظته الشريعة السمحة الغراء وخصصته بمزيد الاعتبار في المعاملة والحرص في التتبع مع المداومة ،فئة اليتامى الذين انقطع ظهر التجاءهم الطيني وعز مطلب حق قالبهم المعنوي من حضانة وعطف وتشجيع وأمان وغير ذلك مما تحصله غيرهم من أبناء العالمين ، فكان هذا من أسباب تفريد القائم على حاجاتهم وحقوقهم بمزيد القرب من حضرة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم حيث قال ” أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا “.
بهذا المنظور الإسلامي ومن هذا المنطلق التربوي الرحماني سعى مريدو حضرة الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره بجمهورية نيجيريا إلى تفعيل سلوكيات العرفان الأخلاقي وذلك بتنظيم محفل الفرح بيتامى قرية GAMBARU NGALA من خلال توزيع أكثر من 200 وجبة من أشهر الشهوات المحلية ليتخلل هذه المساهمة فقرات الإنشاد والأنشطة الترفيهية الثقافية والتربوية ،استمطارا لتلك الرحمة الربانية وتأدية للأمانة النبوية.
مساهمة تأتي معززة لمثيلاتها في رسالة للنهوض بقيمة الأمة الإفريقية المتمثل في اتزان جيلها الصاعد واعتدال فكره ووجدانه حتى يكون مؤازر رحلة التنمية ومعز نهضة الارتقاء الحضاري الاجتماعي منه والقاري وقيمة حقيقة مضافة لرهان التعبئة الأخلاقية وسعيها في نشر المحبة الإنسانية والسلام الدائم والذي ترقى الزاوية الكركرية بأصولها التربوية الثابتة وسريان السند المحمدي الرحماني المتصل وصولا الى حضرة الشيخ المربي سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره في بثه وترسيخ قيمه في كافة ارجاء المعمور عن طريق مريديه بمعاملات التعظيم للغير مشاهدة لنور الحق في السير.