- +212700471929
- karkariya.africa@gmail.com
- Lun - Dim: 9:00 - 20:00
خَلْوَةٌ: مكان الانفراد بالنفس يختلي فيه المتصوف للتعبد
لزوم قبر الحياة للتجرد من الحِسِّ والسفر إلى عالم المعنى بِزَادِ الاسم مع الانقطاع الكلي للدخول إلى القلب ومجالسة الرب حتى ينكشف الغطاء ويَتَحَدَّدَ البصر من مَعْدِنِ القِدَمِ.
قال تعالى: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هذا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
قال تعالى: وواعدنا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ.
قال تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.
قال تعالى: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا.
عن عائشة أم المؤمنين، أنها، قالت:” أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه وهو تعبد الليالي.
ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم.
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة، وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى صلى الله عليه وسلم، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم، قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي .”صحيح البخاري بَاب بَدْءُ الْوَحْيِ رقم الحديث: 3
قال عبد الله، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الصدوق، قال: ” إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أه الجنة. صحيح البخاري كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ بَاب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ رقم الحديث: 2988.
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ” اطلبوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم.”شعب الإيمان للبيهقي الثاني عشر من شعب الإيمان بَابٌ فِي الرَّجَاءِ مِنَ … الْفَصْلُ الثَّانِي رقم الحديث: 1081.
عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من أخلص لله تعالى أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة على لسانه
وواعدنا موسى. قال تعالى: وَوَاعَدْنَا موسى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ موسى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ جرت مشيئة الحق سبحانه أنه إذا أراد أن يكرم عبدا من عباده أن يُوَقِّتَ له ميقاتا حتى يخلصه من شوائب الغفلة و يحرق قلبه بشوق التوبة و الرجوع و الإنابة و الخشوع، فتندثر كدورات البين بنيران الشوق ولهيب الحب فتتلطف حجب الفعل والصفة والميقات هو عين الاسم الباطني الحقاني المسمى الدهر وهو اسم صفة، قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله:” يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار. ” صحيح البخاري كِتَاب الْأَدَبِ باب لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ رقم الحديث: 5742.
فكانت سُنَّة الميقات لترسم نقطة أَوَّلِيتك وتتبين سر خلافتك، أما الحق سبحانه فجَلَّ عن الزمان والمكان، سبحانه لا بداية له ولا نهاية ولا أولية ولا آخرية وكيف يكون لربنا ميقات وهو عين الدهر؟ وإنما لكل نفس وقت كشف وظهور وهيبة وحضور حسب قسمة المشيئة في الأزل، حتى تتخمر طينته وتنبت في أرض وجوده شجرة رضوان البسط، فتثمر له عجائب أسرار الجمال والكمال، فَيَهِيم بنعت الشوق في سماء الوحدانية ويسبح سره في هوية الحقية، فيتلاشى بين القبض والبسط والجمال والجلال
قال سيدي ابن الفارض قدس الله سره:
حتّى إذا ما تَدانَى الميقاتُ في جمعِ شمل
صارتْ جباليَ دكَّاً منْ هيبة ِ المتجلِّي
ولاحَ سِرٌّ خَفيٌّ يَدْريهِ مَن كانَ مِثْلي
فالمَوتُ فيهِ حياتي وفي حَياتي قَتلي
أنا الفقيرُ المُعَنّى رِقُّوا لِحَالي وذُلّي
عِدَّة الحق للعبد شريفة منيفة ميقاتها ساعة الحب ومكانها طور الشوق يجتمع فيها الأحباب بنعت قُدْسِية الوِتْرِ فتعال مريدي لميقاتنا بلا أنت، تعال عندما لا يبقى فيك منك شيء، عندما تكون فانيا في حضرتنا باقيا بقدسيتنا، ناظرا إلينا بهيبة الجلال ورِقَّةِ الجمال قد انمحق اسمك في اسمنا ورسمك في رسمنا كُلُّكَ لي وبعضك لي، عند ذاك تعثر عَلَيَّ، نعت الجلال سيرسم الطريق، ورسم الجمال يضيئه لك، ستجدني في انتظارك مشتاق إليك أكثر مما أنت مشتاق إلي، لأنك بعضي وأنا كُلُّك.
قال سيدي أبو اليزيد: “دعوت أبا اليزيد إلى الله فأبى، فتركته وذهبت إلى الله.
قال سيدي ابن عربي قدس الله سره:
لنفسي أحباب تواصوا بكلّ مـا تواصى به أهــــل المحبّة والسرّ
تواصوا بذكر اللّه في كـلّ لحظة فأفناهم المذكــور عن حضرة الذّكر
فلمّا فنـوا عن كلّ ما هو كائن ولم يأنسوا شيئــا سوى ليلة القدر
تبدّل جمع القوم وتــرا مقدّسا فصـار خطاب الوتر يسري إلى الوتر